هذا مكان آخر لأجد نفسي فيه، وانتظار آخر لطيف، وآخر أترقب دندنة خطاه فضلاً عن دندنة كفه..
موقد خشب محترق، وضوء خافت يدعوني.. بل وتماثيل متحدثة ولوحات متجردة أو مجرّبة لا أفهم منها خطاً لكني أشعر أن راسمها -أو كاتبها بما أنها أولاً وأخيراً كلمات- ضم ضمنها معاني كبيرة، ربما أفكار متمردة أو نقرات حزينة أو ربما أجيج نار كالموقد المجاور..
تركت كل الدنيا وكل الرفقاء لأصافح وجهه ساعة، ألا تستحق الكف الأسطورة أن أهمل زخرف الدنيا لأجلها؟
أنتظره في مكان يفترض أن يكون غريباً عني، لكنني أشعر أنه مكان مني وأنا مكان منه، ناسه مألوفون وحجارته حميمة.. تحتويني.. كحضن أمي..
لا تهم الألوان.. لا تهم الخطوط.. لا تهم نقرات الوتر…
المهم هو ذاك الشوق المتزاوج بالإبداع.. يغريني .. يسرقني .. يرميني بعنف لأستسلم…
فأستسلم.